وفي زمن خيبات الربيع العربي ومآلاته المحبطة، يأتي النداء من الداخل الفلسطيني، من الحراك الشبابي الذي خرج الى الشارع مؤخرا بوحي من شباب تونس ومصر وليبيا وسوريا في حراكهم العفوي الاول، وعاد بنصر عزيز يحلم بمثله كل عربي. كان مشروع برافر الاسرائيلي عنوان ذلك الربيع المستعاد من عمق الداخل الفلسطيني: من دون تخطيط او تدبير او إستئذان، انتظم شباب اراضي ال48 وحدهم، لمواجهة طغيان النظام الذي كان يريد ان يقتلع 800 ألف مواطن من ارضهم التاريخية في صحراء النقب، ويهجرهم الى كانتونات صغيرة مغلقة، وساروا في تظاهرات متلاحقة تعيد الى الاذهان الايام الاولى من الثورة التونسية او المصرية او السورية، التي اطلقتها نخب عربية مثقفة، فاجتذبت اليها بالتدريج جمهورا شعبيا واسعا كسر حاجز الخوف وتمكن في النهاية من الاطاحة بالطغاة واحدا تلو الاخر..